شيّدَت الدولة العثمانية خلال فترة حكمها للقدس التي امتدت 400 عام آلاف المعالم، وكان معظمها من المساجد والمصليات. ورغم أن بعضها ما زال قائمًا حتى اليوم، إلا أن الغالبية قد هُدمَت، وبعضها الآخر يُستَخدم لأغراض لا تليق بها.
لقد قام الاحتلال الإسرائيلي عام 1948 فقط بهدم 1200 مسجد، إضافة إلى تدمير مئات المقابر. كما أن العديد من المساجد اليوم يُستخدَم كـمطاعم، وحانات، وملاهي ليلية، أو محلات تجارية. وعندما احتلّ القدس وقام بتهجير المسلمين الفلسطينيين من بيوتهم، سنّ الاحتلال بعدها قانون "الأملاك المتروكة" ليستولي من خلاله على المنازل والأوقاف والمساجد. وهو اليوم يحاول السيطرة على ما تبقّى من المساجد بحجة أنها “غير مُرمَّمة أو غير معمورة”.
من خلال ترميم المساجد القديمة في القدس وإعادتها إلى تاريخنا من جديد، نمدّ يدنا أيضًا إلى مساجدنا التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي الاستيلاء عليها عبر تجريدها من أصحابها.

في هذا المشروع، تكون الأولوية الأولى للمساجد المعرّضة لتهديد الاحتلال الإسرائيلي. أما الأولوية الثانية فهي للمساجد الأخرى التي تحتاج إلى إعمار وترميم. وتُنفَّذ أعمال الترميم تحت إشراف جمعيتنا عبر لجنة مختصة تضم: مهندسًا معماريًا عالي الخبرة، ومهندسًا مدنيًا، وعالم آثار، وخبيرًا في تاريخ الفن، وأستاذًا جامعيًا. كما يتم اختيار وتأمين المواد والمستلزمات المستخدمة في الترميم بعناية من قِبل هذه اللجنة.
وقد تولّت جمعيتنا حتى اليوم ترميم 46 مسجدًا.
في القدس، وخاصة في الأحياء الأقرب إلى المسجد الأقصى، يحاول الاحتلال تهويد المناطق السكنية. ويعيش المسلمون في محيط المسجد الأقصى في ظروف صعبة من حيث إمكانيات السكن، وفي المقابل يواجهون عروض شراء مرتفعة جدًا من قِبل الاحتلال الإسرائيلي. ويُعمَل على دفع المسلمين لترك منازلهم ليستولي عليها المستوطنون بدلاً منهم.
ويتم أيضًا استخدام أساليب ترهيب مختلفة ضد من يرفضون ترك منازلهم، مما يعرضهم للاضطهاد المستمر. كما يعاني معظم المسلمين في القدس معاناة كبيرة في ترميم وصيانة منازلهم بسبب الأعباء المالية الثقيلة التي تفرضها بلدية الاحتلال.
وعلى الرغم من كل شيء، فإننا نقف إلى جانب الذين لم يتركوا منازلهم ويواصلون البقاء فيها ، فنقوم بترميم بيوتهم وفاءً لهم ولصمودهم. وقد تولّت جمعيتنا حتى اليوم ترميم 89 منزلاً.